التداول يجري بوتيرة أسرع من الاستثمار، بهدف تحقيق أرباح قصيرة الأجل غالبًا بالاعتماد على الرافعة المالية. في المقابل، يكون الاستثمار على فترات أطول بكثير، قد تمتد لأشهر أو سنوات، ولا يتم فيه استخدام الرافعة المالية، كما أن الدخل من الاستثمار قد يكون بنفس أهمية أرباح رأس المال المتوقعة أو يتفوق عليها في الأهمية، كما يعد عالم الأسواق المالية واسعًا ومعقدًا، ويقدم للمهتمين بزيادة ثرواتهم مسارات متعددة، من بين هذه المسارات، يبرز التداول والاستثمار كنهجين رئيسيين لتحقيق الأرباح، ولكل منهما فلسفته وأدواته ومخاطره الخاصة، وعلى الرغم من أن الهدف النهائي لكليهما هو تحقيق عائد مالي، إلا أن الفروق الجوهرية بينهما تحتم على الأفراد فهم طبيعة كل نهج لاختيار ما يناسب أهدافهم المالية وقدرتهم على تحمل المخاطر.

التداول مقابل الاستثمار بشكل عام 

التداول هو عملية شراء وبيع للأسهم أو الأصول الأخرى بشكل سريع بهدف تحقيق أرباح على المدى القصير. على عكس الاستثمار، الذي يركز على النمو طويل الأجل، يهدف التداول إلى استغلال تقلبات الأسعار قصيرة الأجل. وللوهلة الأولى، قد يبدو التداول والاستثمار متطابقين، لكنهما في جوهرهما يختلفان بشكل كبير من حيث الأهداف والأفق الزمني والاستراتيجيات، فنجد أن: 

 التداول يركز على تحقيق أرباح من تحركات الأسعار قصيرة الأجل، والمتداولون يدخلون ويخرجون من المراكز بسرعة، وقد يكون ذلك في غضون دقائق، ساعات، أو أيام، وهدف المتداولون في الفوركس هو الاستفادة من التقلبات اليومية أو الأسبوعية في أسعار الأصول، معتمدين بشكل كبير على التحليل الفني ومعنويات السوق، وغالبًا ما يستخدم المتداولون أدوات مثل الرافعة المالية لتضخيم الأرباح المحتملة، مما يزيد أيضًا من المخاطر.

 الاستثمار، على النقيض، يتبنى منظورًا طويل الأجل بكثير، فالمستثمرون يشترون الأصول بهدف الاحتفاظ بها لسنوات أو حتى عقود، سعيًا وراء نمو رأس المال والتأثير المركب للأرباح بمرور الوقت. كما أنه يعتمدون على التحليل الأساسي لتقييم القيمة الجوهرية للأصل، ويهتمون بشكل أكبر بالصحة المالية للشركة أو الأداء الاقتصادي العام. الاستثمار أقل عرضة للتقلبات اليومية ويركز على بناء الثروة بشكل تدريجي ومستدام.

 طرق البدء في التداول والاستثمار لتحقيق الربح 

إن دخول عالم الأسواق المالية، سواء كنت تفكر في التداول أو الاستثمار، يتطلب استعدادًا وفهمًا للخطوات الأولية.

 أولًا وقبل كل شيء، يجب عليك فهم المخاطر والمكافآت المحتملة، فكل نشاط مالي يحمل في طياته درجات متفاوتة من المخاطر، وفهم هذه المخاطر أمر بالغ الأهمية قبل اتخاذ أي قرار.

 ثانياً، ستحتاج إلى فتح حساب لدى وسيط مالي ( فايبر) إذا كان اهتمامك ينصب على التداول، فستحتاج إلى حساب تداول، وإذا كنت تفضل الاستثمار طويل الأجل، فحساب الاستثمار من خلال الصناديق الاستثمارية من فايبر هو الأنسب والعديد من الشركات تقدم كلا النوعين من الحسابات، يمكنك اختيار فتح حساب تجريبي أولًا للتدرب دون مخاطرة بأموال حقيقية.

 ثالثا، تتمثل الخطوة التالية في تمويل حسابك بالأموال اللازمة لبدء صفقاتك أو استثماراتك، ومن الضروري تحديد رأس المال الذي أنت مستعد للمخاطرة به.

الفروق الرئيسية بين التداول والاستثمار

يستغل التداول تحركات السوق قصيرة الأجل، حيث يتم الاحتفاظ بالمراكز لفترات تتراوح من دقائق إلى أشهر بهدف تحقيق أرباح متكررة لكنها أصغر حجماً. في المقابل، يعتمد المستثمرون بشكل عام على التحليل الأساسي ويمكنهم تجاوز فترات تراجع السوق، بينما يستخدم المتداولون التحليل الفني ويحتاجون إلى إدارة صارمة للمخاطر من أجل الحفاظ على أرباحهم. يمكن تلخيص الفروقات الرئيسية بين التداول والاستثمار في عدة نقاط محورية: 

  1. الإطار الزمني: هذا هو الفارق الأكثر وضوحًا، فالتداول قصير الأجل (يومي، أسبوعي، شهري)، بينما الاستثمار طويل الأجل (سنوات، عقود).
  2.  الأهداف: يهدف التداول إلى تحقيق مكاسب سريعة من المضاربة واستغلال قصور السوق أو تقلباته اللحظية، أما الاستثمار يهدف إلى تراكم الثروة على المدى الطويل من خلال الدخل (مثل الأرباح الموزعة) أو ارتفاع قيمة الأصول.
  3.  الاستراتيجية: يعتمد المتداولون على التحليل الفني، الرسوم البيانية، ومؤشرات السوق لتحديد نقاط الدخول والخروج، كما أنهم يستخدمون الرافعة المالية وأدوات المشتقات (مثل عقود الفروقات) بشكل متكرر، أما المستثمرون يعتمدون على التحليل الأساسي، البيانات المالية للشركات، والتوجهات الاقتصادية الكلية، ويتبنون نهج "الشراء والاحتفاظ" مع التركيز على التنويع. 
  4. الرافعة المالية والمخاطر: يستخدم المتداولون الرافعة المالية لتضخيم العوائد، ولكن هذا يزيد بشكل كبير من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسائر تفوق رأس المال المودع، الاستثمار عادة لا ينطوي على استخدام الرافعة المالية، ومخاطره أقل نسبيًا على المدى الطويل، لكن قيمة الاستثمارات يمكن أن تتقلب.
  5.  التوقعات: يتطلب التداول متابعة مستمرة للسوق واتخاذ قرارات سريعة، الاستثمار يتطلب صبرًا وانضباطًا، حيث لا تقاس العوائد بالضرورة على أساس يومي أو أسبوعي.
  6. متطلبات رأس المال: بتطلب التداول إيداع صغير ويحدد حسب الرافعة المالية، أما الاستثمار فيتطلب قيمة المركز كاملة.

الأصول التي يعتمد عليها كلا من التداول والاستثمار

تضم الأصول المتاحة للتداول في الأسواق المالية فئات متنوعة مثل الأسهم، والسندات، والمشتقات، والسلع، والعملات، وصناديق الاستثمار المتداولة، مما يوفر للمستثمرين خيارات متعددة. وتتيح لهم الأسهم امتلاك حصة في الشركات المدرجة، مع إمكانية تحقيق عوائد عبر توزيعات الأرباح أو زيادة قيمة السهم. كما تختلف الأصول التي يركز عليها المتداولون والمستثمرون بحسب أهدافهم واستراتيجياتهم.

 أولًا، التداول: يركز المتداولون بشكل عام على الأصول التي تتمتع بتقلبات سعرية كبيرة على المدى القصير، والتي يمكنهم من خلالها تحقيق أرباح من تحركات الأسعار، تشمل هذه الأصول:

  • عقود الفروقات (CFDs): تداول العقود مقابل الفروقات تعد أداة مثالية للمتداولين اليوميين، حيث تسمح بالمضاربة على حركة أسعار الأصول الأساسية (مثل الأسهم، المؤشرات، السلع، العملات) دون امتلاك الأصل نفسه، وغالبًا ما تكون مرفوعة ماليًا.
  • الفوركس (العملات الأجنبية): سوق العملات هو الأكبر والأكثر سيولة في العالم، ويقدم تقلبات كبيرة تناسب المتداولين.
  •  السلع: مثل الذهب، النفط، والفضة، التي تتأثر بشكل كبير بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية على المدى القصير.
  • العملات المشفرة: تشتهر بتقلباتها السعرية الحادة، مما يجعلها جذابة للمتداولين الذين يبحثون عن فرص سريعة للاستثمار، مثل عملة Dash.

ثانياً، (الاستثمار): يركز المستثمرون على الأصول التي يُتوقع أن تزداد قيمتها على المدى الطويل وأن تولد دخلًا أو نموًا رأسماليًا مستدامًا، تشمل هذه الأصول:

  •  الأسهم: شراء أسهم في شركات قوية يتوقع أن تنمو أرباحها وقيمتها السوقية بمرور الوقت. 
  • السندات: أوراق مالية تصدرها الحكومات أو الشركات، تدفع لحاملها فائدة منتظمة وتعاد قيمتها الاسمية عند الاستحقاق، وتعد أقل خطورة من الأسهم. 
  • صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) وصناديق الاستثمار المشتركة: توفر تنويعًا فوريًا عبر الاستثمار في سلة من الأصول (مثل الأسهم أو السندات) في قطاعات أو أسواق مختلفة. 
  • العقارات: ينظر إليها على أنها استثمار طويل الأجل يمكن أن يدر دخلًا إيجاريًا وينمو في القيمة.

استراتيجيات التداول مقابل الاستثمار 

تختلف الاستراتيجيات بشكل كبير بين التداول والاستثمار، وهي تعكس الأهداف والأفق الزمني لكل نهج:

التداول

الاستثمار 

التداول اليومي: الدخول والخروج من المراكز خلال نفس اليوم التجاري لتجنب مخاطر السوق الليلية، مع التركيز على التحليل الفني وأنماط الأسعار اللحظية

الشراء والاحتفاظ: الاستراتيجية الأكثر شيوعًا، حيث يتم شراء الأصول القوية والاحتفاظ بها لسنوات، متوقعًا نمو قيمتها بمرور الوقت، تتطلب الحد الأدنى من الإدارة المستمرة

التداول المتأرجح: الاحتفاظ بالمراكز لبضعة أيام أو أسابيع للاستفادة من "التأرجحات" أو التحولات في الاتجاهات قصيرة المدى، ويستخدم التحليل الفني لتحديد نقاط الدخول والخروج.

الاستثمار في القيمة: البحث عن الأصول التي تتداول بأقل من قيمتها الجوهرية الحقيقية (وفقًا للتحليل الأساسي)، وشرائها بأسعار مخفضة على أمل أن يُدرك السوق قيمتها الحقيقية في المستقبل

المضاربة: استراتيجية فائقة السرعة تهدف إلى تحقيق مكاسب صغيرة ومتكررة من تحركات الأسعار الضئيلة جدًا، وتتضمن فتح وإغلاق العديد من الصفقات في غضون دقائق أو حتى ثواني.

الاستثمار في النمو: التركيز على الشركات التي يتوقع أن تنمو إيراداتها وأرباحها بمعدل أسرع من المتوسط العام للسوق، حتى لو كانت أسعار أسهمها مرتفعة.

تداول الاتجاه: محاولة تحديد الاتجاهات السائدة في السوق (صعودي أو هبوطي) واتخاذ مراكز تتوافق مع هذا الاتجاه، مع استخدام التحليل الفني لتأكيد الاتجاه.

الاستثمار السلبي: الاستثمار في مؤشرات السوق (مثل صناديق المؤشرات) أو صناديق الاستثمار المتداولة، بهدف مطابقة أداء السوق بدلاً من محاولة التفوق عليه، مما يقلل من تكاليف المعاملات ويوفر الوقت.

التداول الآلي: ويطلق عليه التداول بالذكاء الاصطناعي ويتم بواسطة روبوتات تداول أو باستخدام مستشارين خبراء مبرمجين مسبقا.

التنويع: مبدأ أساسي في الاستثمار طويل الأجل، يهدف إلى توزيع الاستثمارات عبر أصول وقطاعات ومناطق جغرافية مختلفة لتقليل المخاطر.

التداول مقابل الاستثمار لاختيار الأنسب لك 

الاستثمار هو الخيار الأمثل لتحقيق نمو ثابت ومستدام على المدى الطويل. في المقابل، يعد التداول مناسباً لمن يسعون وراء تحقيق أرباح سريعة، ولديهم القدرة على تحمل المخاطر المرتفعة المرتبطة به.

الجدير بالذكر أنه ليس عليك بالضرورة الاختيار بين أحدهما، يمكن للمستثمرين على المدى الطويل تخصيص جزء صغير من محفظتهم (مثل 5-10%) للتداول الاستراتيجي للمشاركة في فرص قصيرة الأجل أو لتعزيز معرفتهم بالسوق، بشرط أن تكون المخاطر محدودة والتخصيصات متوازنة جيدًا ضمن خطتهم المالية الأكبر. هذا يمكن أن يجعل المستثمرين أكثر اطلاعًا ووعيًا بالمخاطر، وهو ما يُعد مفيدًا للتخطيط المالي طويل الأجل.

كيف تختار بين التداول أم الاستثمار

إذا كنت على استعداد لتقبل تقلبات السوق والمخاطر العالية، فقد يناسبك التداول. أما الاستثمار، فينطوي بشكل عام على مخاطر أقل مقارنة بالتداول، ولكنه يحتاج إلى وقت أطول لتحقيق العوائد. لذلك، إذا كنت تفضل المخاطر المنخفضة والابتعاد عن التقلبات الكبيرة، فقد يكون الاستثمار هو الخيار الأفضل لك.

ابدأ الآن التداول والاستثمار مع منصة فايبر

توفر العديد من المنصات المالية إمكانيات لكل من التداول والاستثمار، مما يسهل على الأفراد اختيار النهج الذي يناسبهم أو حتى الجمع بينهما. على سبيل المثال، تتيح منصات مثل Fiper للمستخدمين استكشاف الأسواق المالية المتنوعة، من تداول الفوركس وعقود الفروقات على الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة والمؤشرات والسلع الأساسية أو العملات المشفرة، إلى الاستثمار في الأسهم الحقيقية. كما أننا نقدم هذه أدوات متقدمة لفتح وإدارة المراكز، بالإضافة إلى ميزات مبتكرة مثل نسخ الصفقات (Autocopy) التي تمكن المبتدئين من محاكاة استراتيجيات المتداولين ذوي الأداء الأفضل، مما يقلل من منحنى التعلم ويساعد في البدء.

في الختام، يعد التداول والاستثمار مسارين مختلفين ولكنهما مكملان في عالم الأسواق المالية، التداول هو سباق سرعة، يتطلب ردود فعل سريعة وتركيزًا على المكاسب قصيرة الأجل مع تحمل مخاطر عالية. أما الاستثمار فهو سباق يتطلب صبرًا ورؤية طويلة الأجل، مع التركيز على بناء الثروة تدريجيًا. ويعتمد اختيار الأنسب لك على أهدافك المالية الشخصية، مدى استعدادك لتحمل المخاطر، والوقت والجهد الذي يمكنك استثماره. لا يوجد نهج أفضل بشكل مطلق، بل هناك النهج الأنسب لك. 

أسئلة شائعة FAQs حول التداول مقابل الاستثمار 

هل التداول هو نفس الاستثمار؟

 لا، التداول يركز على الربح السريع من تقلبات الأسعار قصيرة المدى، بينما الاستثمار يهدف إلى بناء الثروة على المدى الطويل من خلال شراء الأصول والاحتفاظ بها.

هل يستحق استثمار 100 دولار في الأسهم؟

يمكن أن يؤدي استثمار مبلغ 100 دولار شهريًا إلى تحقيق نمو كبير تدريجيًا بمرور الوقت، وذلك بفضل قوة الفائدة المركبة. فبغض النظر عن الأداة الاستثمارية التي تختارها، سواء كانت أسهمًا أو سندات أو حساب توفير، فإن رأس مالك يمتلك القدرة على النمو، خاصة إذا أعطيته الوقت الكافي.

كيف أبدأ من الصفر في التداول؟

    •  افتح حساب تداول تجريبي: ابدأ بإنشاء حساب تجريبي لدى وسيط موثوق ومرخص، مما يتيح لك التدرب على التداول بأموال افتراضية.
    • اكتسب المعرفة: خصص وقتًا للقراءة والبحث لزيادة فهمك لسوق الأسهم وآليات عمله.
    • تواصل مع الخبراء: استفد من خبرة المتداولين المخضرمين والمستثمرين المتمرسين.
    • تعلم من العظماء: اقرأ السيرة الذاتية لكبار المستثمرين في العالم لتستلهم من تجاربهم واستراتيجياتهم.
    • حلل السوق والأخبار: تعلم كيفية قراءة وفهم تحركات السوق، وكيفية تحليل الأخبار الاقتصادية التي تؤثر على الأسعار.

  • شارك في الندوات: احضر الندوات التعليمية عبر الإنترنت التي تقدمها شركات الوساطة أو المحللون الماليون لتعميق معرفتك.

هل يمكن أن تصبح غنيا من التداول؟

نعم، حيث يمكن جني الأرباح من تداول العملات الأجنبية عند ارتفاع أسعارها أو انخفاضها، حيث تتداول العملات في أزواج. يمكن أن يكون هذا النوع من التداول مربحًا جداً للمتداولين النشطين، وذلك بفضل انخفاض تكاليفه، وتنوع أسواقه، وتوفر الرافعة المالية العالية.



Tags: USD

FIPER CTRADER

Trade with over 1000 instruments anywhere and anytime. CFDs on Forex, Shares, Indices, commodities, Metals and Energy


site icon